خطر يُهدد الملايين.. مزارع الدواجن تستخدم مضادات حيوية تؤدي الى أمراض مميتة
كتبت زينب عثمان في “الأخبار”: لتسريع نمو الدجاج وتصريفه في الأسواق، تلجأ معظم مزارع الدواجن في لبنان إلى إعطائها عقار “كوليستين”، وهو مضاد حيوي يستخدم في علاج مرضى الحالات المستعصية. سوء استخدام هذا العقار أدّى الى انتشار جين “mcr-1″ المقاوم للمضادات الحيوية بما فيها الـ”كوليستين” نفسه. بكلام آخر، نحن أمام سيناريو العودة الى ما قبل ظهور المضادات الحيوية، وأمام عودة الأمراض التي كان يمكن علاجها بالمضادات إلى أمراض مميتة مرة أخرى، وهذا من “أكبر الأخطار التي تهدد الصحة العالمية والأمن الغذائي”، وقد يتسبّب بوفاة نحو 10 ملايين شخص سنوياً بحلول سنة 2050، بحسب منظمة الصحة العالمية.
في ختام محاضرة أُلقيَت، قبل أسبوعين، في حرم كلية العلوم الزراعية والغذائية (FAFS) في الجامعة الأميركية في بيروت، خرج الحاضرون باستنتاجات غير سارة… وكثير من الذعر. أوّل تلك الاستنتاجات يفيد بأن عقار الـ«كوليستين»، المضاد الحيوي الذي يُعطى عادةً للمرضى في حالات المرض المتقدّمة، يُستخدم في مزارع الدواجن في لبنان «بكميات كبيرة وبطرقٍ غير خاضعة للرقابة» لتسريع نمو الدجاج وتصريفه في الأسواق. يعني ذلك أن الدجاجات “غير المريضة” تمرّر لها جرعات من هذا العقار، غالباً عن طريق إذابته في مياه الشرب، في بلد يضمّ أكثر من 600 مزرعة دجاج، ويستهلك بين 50 و60 مليون فروج من الانتاج المحلي سنوياً.